**انتقال سعود عبد الحميد إلى روما: حدث تاريخي في كرة القدم السعودية**
إن انتقال سعود عبد الحميد إلى نادي روما الإيطالي يُعتبر حدثًا تاريخيًا بامتياز، حيث يُعد عبد الحميد أول لاعب سعودي ينضم إلى الدوري الإيطالي على مر التاريخ. هذه الصفقة تأتي بعد فترة طويلة من غياب التجارب السعودية في الأندية الأوروبية، مما يجعلها لحظة فارقة في تاريخ الاحتراف السعودي.
**أمل في تصحيح المسار**
سعود عبد الحميد، بخطوته الجريئة، يطمح إلى تصحيح المسار وإزالة الذكريات السيئة التي ارتبطت بتجارب اللاعبين السعوديين في أوروبا عبر العقود الماضية. لقد عانت تلك التجارب من التطلعات غير المحققة وغالبًا ما كانت قصيرة وغير ناجحة. اليوم، عبد الحميد يحمل الأمل في تغيير هذه الصورة وإثبات قدرة اللاعبين السعوديين على النجاح في أكبر الدوريات الأوروبية.
**بدايات محفزة**
فهد الغشيان كان أول من اقتحم الملاعب الأوروبية، حيث انضم إلى نادي آيه زد ألكمار الهولندي عام 1999 بتوصية من المدرب الهولندي ويليم فان هانجيم. على الرغم من أن الصفقة كانت مقررة لمدة ثلاث سنوات، إلا أن إدارة الهلال قررت إعارته لمدة ستة أشهر فقط، حيث خاض خلالها 9 مباريات في تجربة لم تكن بالنجاح المتوقع.
في أغسطس 2000، دخل سامي الجابر تاريخ إنجلترا بالانتقال إلى نادي وولفرهامبتون على سبيل الإعارة مع خيار الشراء. لعب الجابر 4 مباريات مع الفريق، لكنه عاد سريعًا إلى الهلال بعد انتهاء فترة الإعارة.
**عودة ملهمة**
شهدت فترة غياب اللاعبين السعوديين عن الأندية الأوروبية تطورًا ملحوظًا مع انتقال حسين عبد الغني إلى نادي نيوشاتل السويسري عام 2008 بعقد يمتد لثلاث سنوات. شارك عبد الغني في 19 مباراة مع نيوشاتل، ثم انتقل إلى نادي فيريا البلغاري موسم 2017-2018، حيث خاض 14 مباراة.
أسامة هوساوي، الذي انتقل إلى نادي أندرلخت البلجيكي في موسم 2012-2013، قد لعب مباراة واحدة في الدوري وأخرى في الكأس خلال فترة الستة أشهر، وهو مثال على التفاني والاحترافية. مازن الحذيفي، الذي دخل الدوري الألماني مع فورتونا دوسلدورف في 2012، وشارك أيضًا في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي مع بورتسموث، حاول جاهداً تحقيق النجاح رغم الصعوبات.
**التجارب البرتغالية**
صالح الشهري أثبت قدرته في الدوري البرتغالي، حيث انتقل إلى مافار ثم إلى بيرامار. برز الشهري بشكل كبير مع بيرامار وسجل هدفًا في أول مباراة له ضد موريرينسي، ليصبح أول سعودي يسجل في دوري أوروبي. ورغم العروض المغرية من أندية برتغالية وإسبانية، تمسك الأهلي بالشهرى لاحتياجاته الهجومية، وعاد الشهري إلى النادي ليواصل مسيرته بجدية وإصرار.
**التجارب السياحية**
لسوء الحظ، اقتصرت بعض التجارب السعودية في أوروبا على المشاركة في التدريبات دون خوض مباريات رسمية، مما جعلها تبدو وكأنها تجارب سياحية وليست احترافية. أحمد الفريدي، على سبيل المثال، خاض تجارب في إسبانيا مع مليلية وكوستا برافا دون أن يتمكن من المشاركة بصفة أساسية. كما انتقل نايف هزازي إلى بوتوشاني الروماني، لكنه لم يكمل عقده وعاد سريعًا إلى السعودية.
**التجارب الأخيرة: خطوة للأمام**
في عام 2018، وقع تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية آنذاك، اتفاقية مع الأندية الإسبانية لتوظيف نجوم المنتخب السعودي. وقد لعب فهد المولد في ليفانتي، وسالم الدوسري في فياريال، ويحيى الشهري في ليجانيس، وعلي النمر في نومانسيا، وعبد المجيد الصليهم في رايو فايكانو. ورغم أن هذه التجارب لم تحقق النجاح المطلوب، فإنها كانت خطوة نحو المستقبل، حيث حصل اللاعبون على فرص للتعلم والنمو.
**ختام ملهم**
اليوم، يأتي انتقال سعود عبد الحميد إلى روما كرمز للأمل والإمكانات الجديدة لكرة القدم السعودية. إن هذه الخطوة تمثل بداية مرحلة جديدة، حيث يحمل عبد الحميد وزملاؤه في المنتخب السعودي الأمل في تحقيق النجاح والتميّز في أكبر دوريات العالم، وإثبات قدراتهم على مستوى عالمي.